هذه طفولتي !
من كتابي المخطوط (مما دار بخلدي) . أتى إلي أحدهم ، وقال لي : كتابكَ (هذه طفولتي) ، مخجلٌ ويدلُّ على صغر عقلكَ ! قلتُ له : وما الذي دعاكَ إلى قول هذا ؟! قال لي : ذكرتَ أشياء طفولية جدًّا كترانيم الطفولة وألعابها وما إليها ! قلتُ له : أما دلَّكَ عَقْلُكَ المسْتَنيْرُ على عنوانه ؟! هو تَأْريْخٌ لعَهْدِ طُفُوْلَتنَا المنصرمة فمن البَدَهيِّ أن أَذْكُرَ كُلَّ ما كان فيها ، وأن آتي بالألعاب التي كُنَّا نلعبها ، والترانيم التي كنَّا نَتَرَنَّمُ بها ، والموَاقف التي حَدَثَتْ فيها ! لكن الازدراءَ واضحٌ من ثنايا كلماتكَ وتعابير وجهكَ ، فالكتاب لم يكنْ كتابًا علميًا لتحكم على عقلي ومعرفتي ، فليتكَ لزمتَ الصمتَ ولم تُبِنْ عما يعتلجُ بقلبكَ تجاهي من استصغارٍ وازدراءٍ ! وأنا أستعيدُ هذا الموقف دارتْ بخلدي هذه الكلمات : سبحان الله ! ألَّفتُ هذا الكتاب بفصوله الثمانية بسبعة أيام فقط ، ولكن البعض لا يعجبه العجب ، ويعرفني عندما كنتُ طفلًا أدرجُ ، أو يذكرُ غُدُوِّي ورَوَاحي معه ، فيراني كما كنتُ صبيًّا حييًّا قليل الكلام ، وينسى قوة الحفظ لدي ، وكثرة قراءتي واطلاعي على كتبٍ كان الكثير ينهاني عن قراءتها في ميعة الصبا –كي لا تفسد عقلي- ، وكنتُ أغافلهم لقراءتها ، وينسى ما تنبأ لي به البعض من قوة الملكة التي ستكون لدي ، والتأليف الذي سأدلف إلى حلبته ! يا هؤلاء : وهبتُ الأدب جلَّ عمري ، وضنَّ علي بالنزر اليسير ، فلا تزيدوا الأسى والشجى وإضرام نار الندم فما طما ودهى لا يحتاج إلى زيادة ! |
رد: هذه طفولتي !
عبد العزيز :720:اشكرك علي هذه الخاطرة الرائعة كروعتك وعلي كل هذا المجهود المميز جدا كتميزك كلمات ومشاعر راقت لي لرقيها ورقيكم دمت لنا رمزا للتواصل ورقي العطاء تحياتي واحترامي لكم |