وضع يديه على رأسه وتنهد طويلا بحرارة
وكأن بركانا مستعرا في جوفه
يحرق منه كرامته وعزة نفسه
وهو الأب الحنون والفلب الطيب الرحيم
صاحب الدمعة السخية
كم هو مؤلم جدا ...
أن تشعر بالإهانة من أقرب الناس اليك
في لحظة تجد نفسك عالة على نفسك
وقربانا لا يليق للفداء
أن تعبر كل هذه المسافات ظنا منك
أن بستنانك أثمر فغذى
ونبعك أسقى فأروى
وأن ما أفنيت نفسك في بنائه
لم يذهب سدى
لكنها ..
هي الظلمة حين تلتفت فترى
لا شيء يرى
فوضت أمري للذي يسمع ويرى
حياتنا أشبه بلحن يعزفه القدر على أوتار أيامنا
فتارة نطرب له.. وتارة ينتابنا الدوار كلما تقفينا إيقاعه
فلنحاول أن نسمع ما وراء الصوت
وأن نبصر ما وراء الحرف
حينها فقط سنسمو بأنفسنا لسابع سماء
تماما كما فعلت بي حروفك الآن
لقلبك السلام ..
جمال الحرف يغزوو الروح
فيوشم آثاره على جدرانها بسواد القلم
وكم تشبه ظلمته نعاق غراب في ليلة بائسة
أنا وأنت قد يجمعنا البعد تحت رداء الروح
لنعيش السعادة أقساط
ويزهر الفرح مخلفا
مولودا يقتل فينا الملل
خوفاً من تشظّي الكلمة دون أن تبلغ مداها
ومن أن تتوه التلويحة بعيداً عن غايتها
ومن موت القُبلة قبل أن تبدأ رحلتها.
خوفاً من انكسار اليد
ومن عجز الأمنية
ومن خلود النظرة
ومن شعور الأغنيات بقلّة الحيلة
ومن استحالة العودة ممّا بعد الوصول، أنا لا أجازف.
لسنوات،
حملتُ على عاتقي، ذلك الشعور:
أنني نسيتُ شيئًا على النار
وأن مكاناً ما في هذا العالم سيحترق.
لسنوات،
أنهض لأدور حول أي شيء،
دون أن أدرك ذلك
حتى في تلك الأمكنة التي بلا موقد
أنهض، بحثاً عن ذلك الشيء،
الذي سيحترق على النار.